التلاعب النفسي الذاتي / Self Gaslight

 

التلاعب النفسي الذاتي/ Self Gaslight هو الحوار اليومي الذي تعيد صياغته مع نفسك، هو الشرارة الصغيرة قبل إعلان الحرب، هو ما يدفعك لقول انك لست جيدًا بما يكفي لتستلم هذا المشروع، وما يدفعك لتقول أنك بالغت عندما وجّه لك زميلك تعليق مسيء، وما يدفعك لتشعر أنك نادم لافصاحك عن مشاعرك لصديق!

قد تعود جذور التلاعب النفسي الذاتي للطفولة حين تمت ممارسة هذه الأساليب اتجاه الفرد من قِبل والديه وبمرور الوقت يختلط صوته بصوت والديه فيأخذ المهمة بدلًا عنهما في التلاعب ضدّ نفسه، فتجده يفكّر ويشعر اتجاه نفسه كما كان والديه يفكرون ويشعرون اتجاهه فهو طوال الوقت يشكّك في تصرفاته ومشاعره اثناء تعامله مع الآخرين وبإمكاننا القول أن التلاعب النفسي الذاتي هو قمع للفكرة والشعور، وبمعنى آخر هو القفز من المنطقة أ إلى ج دون المرور بالباء، علمًا بأن منطقة الباء هي حقّك في أن تفكّر وتشعر..  اذًا كيف يبدو التلاعب العقلي الذاتي؟

 

التقليل/ التسطيح إلى أدنى حد 

التقليل من حجم مشاعرك عند التعرض لأي مثير خارجي هي طريقة اللاواعي في حماية نفسه من انفجار سيل المشاعر  المكبوتة، عندها يكون الحل الأقرب أن تسطّح ما تشعر به من غضب وحزن وانفعال لإعتقادك بأن التعبير عن ما في داخلك سيجرحيغضب الطرف الآخر ممّا يجعلك المعتدي والضحية في نفس الوقت فتلوم نفسك على مشاعر لم تعطي نفسك الضوء الاخضر لتشعر بها من الأساس! 

 

اللوم

 معادلة اللوم تتأرجح بين كفّتين متناقضتين فإما أن يقوم الشخص بإلقاء اللوم على نفسه دائمًا أو يلقي اللوم دائمًا على الآخرين والمحيط ولا يتحمّل مسؤولية جزء من ما يحدث له ويعود هذا التصرف لخوف المرء من انه اذا اعترف بمسؤوليته ودوره في ما يحدث فهو يفتح بابًا لجلد ذاته.

 

الاستجداء / التوسّل لما هو حقّ لك 

 لأن صورتك الذاتية مشوّهه وتشعر بعدم استحقاق لكل ما هو حقّ لك قد تجد نفسك تستجدي مديرك –اللطيف– للحصول على ترقية او أن تتوسّل احتياجاتك من شريكك العاطفي فالفكرة انك تستعمل كرت التوسل مع اشخاصمواقف لا يتطلبون ذلك، كما ان انهيار الشخص عند اصغر غلطة اجتماعيّة قد تصدر منه تزيد من افتقار الفرد للثقة لذلك راقب نفسك، هل تستجدي ما هو حقّ لك؟ هل تعتذر عندما تتحدث امام زملائك؟هل تعتذر عندما تطلب شيئًا ما ؟ 

 

النقد الذاتي 

مقارنة مظهرك، انجازاتك، وادائك الوظيفي وعلاقاتك مع الآخرين سيجعل من مباهج الآخرين ونجاحاتهم مصدر تهديد لك وهذا ما نشاهده بإستمرار على منصات التواصل الاجتماعي، نحن نشاهد افضل مافي حيوات الآخرين ونقارنانفسنا بها، عندما تجد نفسك غارقًا في النقد الذاتي فكّر في خمسة اشياء تحبها في نفسك او خمسة اشياء تحبها في حياتك.. اكتبها على ورق واحتفظ بها وعتندما تعصف بك افكارك الجأ لها واقرأها ، قد تبدو لك انها فكرة سخيفة لكن لا تستهن بهذا الأثر 

 

التشكيك 

اذا لم تتخلّص من عادة تشكيكك في مشاعرك قد يمتد التلاعب النفسي الذي تمارسه على نفسك للآخرين فأخذك لمشاعرك وافكارك على محمل الجدّ يعني أن تكون قادرًا على فصل مشاعرك عن افعالك فبدلًا من تحويل غضبك المكبوت الى تعليق مسيء للآخرين جرّب أن تردد بصوت مسموع التوكيد التالي يوميًامشاعري حقيقية ومن الآمن لي أن أشعر. 

 

فرط التركيز 

فلنفترض ان مديرك قدّم لك تقييم جيّد على عملك لكن اضاف ملاحظات بسيطة لتحسين جودة عملك ستتجاهل كل الاطراء الذي قدّمه مديرك وستركّز على النقد البسيط الذي تلقّيته هذا التركيز المفرط على النقد  قد يتحوّل إلى قلق مدمّر لصحّتك النفسيّة، وهو ما يحدث لك في كل مرة تتلقى تعليق من اي شخص. درّب نفسك على ملاحظة الأمور الجيّدة والتركيز عليها اكثر علمًا بأنه يتطلّب منك التدخّل بشكل واعي بدلًا من الاستمرار على الوضع الافتراضي لعقلك –التركيز على السلب والتدقيق فيه 

 

المبالغة والتضخيم 

يُنشَّط التلاعب النفسي الذاتي من مآسيك الحاليّة التي تذكّرك بالماضي.. اذا خسرت مبلغًا من المال في طفولتك ووبّخك اخوك بشدة على هذه الخسارة ستصبح خسارة المال بالنسبة لك عندما تكبر هاجس لا يحتمل وإن حدث تتفجّر مشاعر سلبيّة شديدة ودفينة لا تعلم بوجودها. في هذه الحالة من التلاعب الذاتي ستجد بأن تعرّضك لبعض الأمور يفجّر فيك سيل من المشاعر  السلبيّة ويظهر منك ردّات فعل عنيفة وغير موضوعيّة، من المهم أن تنتبه لردات فعلك وما هي المثيرات التي تحفّز فيك هذا الألم لأنها تعتبر مفتاح لما قد حدث لك في الماضي من جروح لم تُشفى بعد. 

 

اكتب

من الجيد أن ننتبه بأن التلاعب العقلي الذاتي هو طريقة تأقلم تساعد الاشخاص في تجاوز العلاقات والاحداث الجارحة، ولابد أن تعي بوجودها ومن ثمّ تعمل بجهد على تحريرها من نظامك السلوكي والمشاعري، هنا ٧ اسئلة ستساعدك:

 

  • كيف استفدت من استعمالك للتلاعب العقلي اتجاه نفسك في الماضي؟
  • كيف ساعدتك هذه الطريقة في التأقلم مع الأحداث من حولك؟
  • ما هي المخاطر والأذى الذي تعرّضت له من خلال تأديتك للتلاعب العقلي الذاتي؟ 
  • مالذي تستطيع أن تفعله لتحقق العطف الذاتي في حياتك اليوميّة؟ 
  • من الذي زرع فيك هذه الشكوك؟ 
  • من الاشخاص الذين مارسوا التلاعب العقلي عليك في الماضي؟ 
  • عند التعرض لأي موقف وعندما تبدأ الشكوك اسأل نفسكهذا صوتي وفكرتي أم صوت وفكرة شخص آخر؟ 

المصدر:

https://www.theladders.com/career-advice/the-7-ways-youre-self-gaslighting-and-destroying-your-career

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s