
أتذكّر بوضوح في مطلع العام المنصرم، رغبتي الشديدة بالتخلّص من كل علاقة تُشعرني بأنّني أجري مسافات طويلة فيها وحدي، أن يجري إثنان في علاقة بدا لي بأنها المعادلة الصحيحة والتي أبحث عنها خلال السنة، فوجدت أُناسًا كثيرون يجرون معي، أسبقهم احيانًا بالمشاعر ويسبقونني مرّات.. تفصلنا المسافات في أيّام كثيرة لكنّ الأهم كان بالنسبة لي أن نجري، أن نحاول، أن نستمر ولا نتوقّف، كلمة مني وكلمة من الآخر، صنيع منّي وصنيع منهم حتى نتساوى على مستوى الكلمة والشعور والموقف
“يتعب القلب في جري المسافات الطويلة” هذا ما غاب عن ذهني! فبعد أن كانت علاقاتي تسير بنحو لذيذ ومُقلق في الوقت ذاته. شعرت بالإرهاق، ثمّة تعب في كل هذا الجري المتواصل وأعرف بأن الآخر أمامي مُجهد أيضًا وأن الوقت حان لتغيير الفكرة
أصبحت تستهويني فكرة المشي بخطوات ثابتة وأنيقة في علاقة هدفها أن تدوم طويلًا، وما أعرفه ويعرفه العلم تمام المعرفة أنّ المشي يقوّي عضلة القلب، بالتالي لابُدّ لكل علاقة سويّة أن تصنع من الإنسان كائنًا بقلب ورديّ اللون
وبالحديث عن الورديّ، تخلّصت من عادة خلق الأعذار الورديّة من أجل الآخر المُقصّر أو الآخر الجارح أو الآخر المؤذي وحتّى الآخر المُهمل.
الآن وفي نهاية العام، أصبح قلبي أكثر لياقة، يجري أحيانًا من أجل الآخرين ولكن يعود للأصل دائمًا: أن يمشي في كل علاقة بثبات وأناقة
وداعًا ٢٠١٩