
في لحظة صغيرة أو كبيرة، تسمع صوت داخل رأسك ليس بغريب بنبرة حادّة يوجّه لك الإتهامات أربعة مرات كل يوم، احيانًا أكثر.. هذا الصوت اللذي لا يهدأ يقول لك: ستُصبح جيّدًا بما يكفي عندما تحصل على الترقية المناسبة، أو عند شرائك لسيارة أحلامك، عند تحقيقك لدرجة معيّنة، أو عند خسارتك عشرة باوندات من وزنك.
قد تختلط عليك الأمور وتظنّ انك أفضل وأسعد في مكان آخر بوظيفة معيّنة، بقدر معيّن من المال، بشكل أجمل.. لكن ليس الآن، وهذا أقسى مافي الأمر لأن الفكرة واحدة وثابتة: لن تصبح جيّدًا بما يكفي حتى لو حقّقت معتقدات هذا الصوت، سيبتكر أشكال جديدة من النقد.. وسيصدح صوته إلى الأبد.
كتب ألكسندر سميث ” الخطر يكمن حتمًا في أنّنا نمضي الوقت ونحن نتخيّل أنه بوسعنا أن نكون أكثر سعادة في مكانٍ آخر، وننسى أن نستخرج السعادة من حيث وضعنا القدر”
وفي هذه المقالة كتب الطبيب النفسي Jay Earley عن سبعة أنواع من الناقد الذاتي أو الداخلي:
.
- هذا الناقد يجعلك تفعل الأشياء بشكل مثالي.
- يضع لك معايير مرتفعة ويجد صعوبة في الإعتراف بأن الأشياء كاملة وتامّة.
- لا يقبل الرفض ولا الأحكام.
- هذا الناقد عالق في الماضي، غير قادر على مسامحة اخطائك القديمة.
- يحاول حمايتك من تكرار أغلاط الماضي عن طريق تذكيرك المستمر بها وعدم التحرّر منها.
- هذا الناقد يقلّل ويضعّف من ثقتك بنفسك وبتقديرك الذاتي حتّى لا تتجرأ وتخوض مغامرات جديدة.
- يهجم بشكل مباشر على قيمتك الذاتيّة حتّى تبقى صغيرًا ويمنعك من المبادرة والتغيير لأنه قد يتم رفضك وقد تُجرح.
- يخاف من فكرة النجاح ولا يقبل أن تكون مرئي وموجود ولا يتحمّل الفشل والأحكام.
- يحمّلك بمشاعر العار ويوهمك بالنقص ويجعلك تشعر أنك لا تستحق.
- هذا الناقد نابع من مراحل حياتك الأوليّة بسبب صدمة نفسيّة متعلّقة بالحرمان أو الفقد.
- هذا الناقد مدفوع بمعتقد انه من الآمن والأفضل أن لا تبقى على قيد الحياة.
- هذا الناقد يحاول أن يضعك في قالب معيّن بناء على معايير مجتمعيّة أو ثقافيّة أو حتى عائليّة.
- يرغب بشدّة ان تكون محبوب ومقبول من الجميع ويحميك من أن تكون مهجورًا أو مرفوض.
- يخاف أن تكون خارج عن الطاعة أو أن تتصرّف بعفويّة وحريّة لهذا يمنعك من التعبير عن ذاتك الحقيقيّة.
- هذا الناقد يطلب منك العمل بجهد مضاعف ويطلب النجاح.
- يخاف أن تكون متكاسل أو إعتيادي وسيحكم عليك بالفشل اذا توقّفت عن العمل.
- هذا الناقد يتحكّم بدوافعك: تناولك للطعام، الشرب، والنشاط الجنسي.
- يميل لأن يكون قاسيًا ويُشعرك بالعار حتى يحميك من نفسك.
- مدفوع بجعلك شخص أفضل ومقبول إجتماعيًا.